من أعلام المفكرين البارزين في كوسوفا - الشيخ نجات إبراهيم – Nexhat I

ثم سافر إلى القاهرة عاصمة جمهورية مصر العربية – لاستكمال دراسته،فالتحق بـ كلية اللغة العربية جامعة الأزهر ) ولكن نظراً لظروفه الصحية فقد عاد إلى كوسوفا بعد مضى ستة أشهر أمضاها في مصر. وعندما عاد إلى كوسوفا التحق بـ " كلية الدراسات الإسلامية- Sarajeva ) وكان ذلك في عام 1980م ثم تخرج في هذه الكلية عام 1984م،وبعد قضاء أربعة سنوات هى مدة الدراسة بالكلية. وفي أثناء دراسته بالكلية التقى بعدد كبير من المفكرين ورجال الدين والسياسيين،وكان أقربهم إليه رئيس جمهورية البوسنة- السيد علي عزت بيجوفيتش. ثم اعتقل من قبل الشرطة الصربية- أثناء دراسته الجامعية،وتم إيداعه في السجن لمدة 60 يوماً لاتهامه بكونه شخصية متطرفة دينياً وأنه يعمل ضد القومية الصربية، ثم تم الإفراج عنه بعد تحقيق قد استمر طوال مدة سجنه. وبعد تخرجه في الكلية التحق بالخدمة العسكرية والتي أنهاها في عام 1987م ثم عمل موظفاً بـ المشيخة الإسلامية في Prizren وكان يحضر الكثير من الندوات واللقاءات والاجتماعات نظراً لما له من دور مؤثر على الساحة. • وبعد ذلك.. شغل الشيخ نجاتين إبراهيم عدة مناصب ، منها: رئاسة مجلس المشيخة الإسلامية لكوسوفا،عضويته لرئاسة المشيخة الإسلامية في يوغسلافيا سابقاً، ورئاسة جبهة العلماء في كوسوفا). وعندما أدركت الحكومة وجهاز المخابرات الصربي ما للشيخ من نفوذٍ وتأثير عظيم على من حوله من الألبان .. أسرعوا باعتقاله في 14 / 12 / 1992م،وحكم عليه بالسجن ثماني سنوات بتهمة تهريب الأسلحة للشيوخ والمواطنين الألبان، وبعد سماع مرافعة الدفاع عنه تم تخفيف الحكم ليصل إلى سبع سنوات ،وكان حكماً ظالماً بكل المقاييس كما حدث لكثير من المفكرين والسياسيين. وتم إيداعه في السجن حيث لاقى الكثير من التعذيب والضرب والانتهاك الصارخ لكافة الحقوق الإنسانية،ومن ذلك..أنه كلما أذن المؤذن للصلاة كان يقوم الصرب بتعذيبه قائلين له: ( ها.. قد حان ميعاد تعذيبك)!! وقد ظل الشيخ على هذه الحالة حتى حانت لحظة النجاة.. فقد أنعم الله تعالى عليه وأنقذه من أيدي الصرب،فعاد الشيخ نجاتين إلى منزله وزوجته وأبنائه، وبدأ ممارسة عمله ونشاطه كسكرتير عام لـ المشيخة الإسلامية في Prizren وقريباً .. ستصدر له مؤلفاته التي كان قد كتبها خلف قضبان " صربيا". والجدير بالذكر ..أنه بجانب المناصب العديدة التي شغلها- كان للشيخ نجاتين إبراهيم كتابات خطيرة ومؤثرة،وقد ظهر هذا النشاط له مبكراً حيث كان يقوم بالكتابة منذ أن كان طالباً في المدرسة الثانوية من خلال كتاباته في مجلات ( النور،التقويم، التربية الإسلامية، معرفة الإسلام، الهلال، صوت الشباب، الكلمة، والحياة الجديدة). كما كان الشيخ نجاتين إبراهيم من أوائل من قاموا بكتابة وترجمة الكثير من الكتب،وأوائل من قاموا بطباعة الكتب الدينية،وقد بلغت كتبه وتراجمه أكثر من ستين كتاباً ومترجماً، أثرى بها الثقافة داخل ربوع كوسوفا. إذن… يتضح لنا من كل ما سبق ما يتمتع به هذا المفكر الجليل من ندرة ثقافية ودور بارز على الساحة المحلية والعالمية. يوم 16 / 7 / 2000م، لقد قمت هذا اليوم بزيارة المفكر الإسلامي الجليل في منزله، وتحدثنا عن الأوضاع التي تمر بها كوسوفا الآن، وما تتعرض له من متغيرات استراتيجية ، وقد كان حديثاً مثمراً فعالاً إذ تناولنا البحث في مجالات عديدة أدركت من خلالها التميز الفكري لهذا الشيخ العظيم،وذكاءه الخارق، وما لديه من دراية تامة بكامل أبعاد القضية. كما أذكر أننى أثناء هذا اللقاء القيم بالشيخ والمفكر الجليل – وجدته مهتماً بقضايا العالم الإسلامي ،لذا.. فقد كان دائم السؤال عن آخر ما وصلت إليه الأوضاع في العالم الإسلامي،وعن حال المسلمين في كل مكان في العالم. وقد تحدثنا في هذا الشأن عن العديد من القضايا، والتي قد تناولنها بالشرح والتحليل ودراسة جيدة للأبعاد، والذي ساقنا، بالطبع- لمناقشة مدى الارتباط بين العالم العربي والإسلامي وبين قضية كوسوفا وشعبها. وأحب أن أشير إلى أني قد لاحظت أنه على الرغم مما لاقاه من تعذيب على يد العدوان الصربي الغاشم، إلا أن النور الإلهي يتلألأ في وجه هذا الرجل الفاضل، مما جعلني أوقن من أنه مهما بلغت قوة الصرب فهم لن يستطيعوا أن يطفئوا نور الله عز وجل الذي حبا به عباده الصالحين أمثال ( الشيخ نجاتين إبراهيم وغيره من المجاهدين من أبناء كوسوفا. وقد كان هذا اللقاء معه بعد شوقٍ طال مدة العشرين عاماً التي انقطع فيها اللقاء به،حيث كان آخر لقاءٍ بيننا في عام 1980م. • وإليكم هذه الرسالة التي وجهها الشيخ نجاتين إبراهيم إلى العالم ،والتي قال فيها: ( أسرتي الحبيبة… إخواني الألبان والمسلمون في كل مكان… صدقوني حين أخبركم بأني أبداً لم أخشى السجن،بل كنت أتوقعه وأنتظره في كل لحظة، صدقوني حين أخبركم بأني لم أقلق ولو لثانية واحدة،والله ربي واحد لا إله إلا هو يحميني ويحميكم. لقد توقعت منذ فترة بعيدة… من خلال متابعتي لمأساة البوسنة والهرسك أن هذا اليوم آتٍ لا محالة لتتفجر ذات الأزمة في كوسوفا. هذا… ومن أهم ما كتبه مفكر الإسلام الشيخ نجاتين إبراهيم كتاب عن أبي حنيفة ومذهبه،وكتاب آخر عن انتشار الإسلام بين الألبانيين . وقد قدم هذا الشيخ الجليل إسهامات عظيمة لنشر الإسلام بين الألبان، فقد ألقى العديد من الخطب والمحاضرات،وقام بترجمة أمهات الكتب الإسلامية،كذلك…كان الشيخ نجاتين من أول من نادى بمقاطعة الصرب، ولذا..فقد كان دائما تحت المراقبة الصربية إلى أن تم اعتقاله. • وأخيراً أقول: لاشك أن الشيخ نجاتين إبراهيم شخصية علمية إسلامية فذة لها دور هام وبارز على المستويين المحلي والعالمي،لذا … نتمنى من كل شخص يقوم بزيارة بلدنا الحبيب كوسوفا- أن يقوم بزيارة لهذه الشخصية الإسلامية العظيمة،مع العلم.أن جميع الزائرين لـ كوسوفا سواء كانوا من ألبانيا،مقدونيا، البوسنة،أو… الجبل الأسود" لابد وأن يقوموا بزيارته مرة على الأقل ،فدائماً ما يكون منزله مفتوحاً لجميع زائريه من كل مكان.. ومهما كانت الظروف والأسباب.. ومهما بلغت درجة القتل والتعذيب والعدوان ... فالله- عز وجل- هو وحده مالك الأمر من قبل ومن بعد،وهو قابض أرواح العباد كل بميعاد،ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها، وتستوفى أجلها.

RSS per kategorine Lajme Shfletuesi i Kur'anit

  • RSS per kategorine Lajme